شهد العالم في الآونة الأخيرة زحف مرض السمنة على أفراده من الكبير للصغير، حيث باتت السمنة مرتبطة بكثير من الأمراض، كارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري وغيرها من الأمراض، معتقدين أن تناول كميات كبيرة من الطعام وانخفاض الحركة والنشاط البدني هو سبب رئيسي في السمنة، ولكن دراسة مصرية حديثة أكدت أن السمنة ترجع أيضاً إلي بعض الأخطاء الشائعة.
وأوضحت الدراسة أن نقص ساعات النوم سبب رئيسي في زيادة الوزن، لأن عدم الحصول علي عدد ساعات نوم كافية يؤدي إلي ارتفاع مستويات هرمون "الجريلين" الذي يقوي الاحساس بالجوع ويتسبب في انخفاض هرمون آخر هو "الليبتين" المسئول عن الاحساس بالشبع
وأشار الدكتور مصطفي نوفل أستاذ علوم الأغذية بجامعة الأزهر، إلى أن الاعتدال في تناول الطعام والاهتمام بالنشاط البدني اليومي، وغلق الكمبيوتر والتليفزيون مبكراً والذهاب إلي الفراش لضمان الحصول علي عدد ساعات نوم كافية وهي النصيحة التي أصبحت مدرجة في أحدث أساليب الريجيم، طبقاً لما ورد "بجريدة الأهرام".
وفي نفس الصدد، أوضحت دراسات سابقة أن النوم من أهم الأشياء التي يحتاجها جسم الإنسان بعد يوم كامل من الجهد والتعب، لكي يستعيد نشاطه وقدرته على مواصلة العمل لليوم التالي .. ويتراوح مقدار النوم الطبيعي لجسم الإنسان من 7 إلى 8 ساعات يومياً، أي أن الإنسان الطبيعي يقضى ثلث حياته نائماً.
وخلال هذا الوقت الطويل تحدث العديد من التغيرات والوظائف العضوية الهامة للجسم من إعادة بناء لأنسجة الجسم وإفراز هرمونات وغيرها ويحصل الكثير من أعضاء الجسم على راحته كالقلب والدماغ وغيرهما.
أما إذا قلت عدد ساعات النوم عن هذا المقدار يومياً لسبب ما، فإن ذلك يعد مؤشراً على الإصابة باضطرابات النوم، التى تسبب مشاكل عديدة لكثير من الأشخاص في مختلف الأعمار.
فوائد النوم عديدة
النوم لساعات كافية فى الليل لا ينشط الذاكرة فقط ، بل يساعد على استرجاع الذكريات الجميلة التى تكون قد مرت على الإنسان.
فقد أشار الدكتور تيموثى جى وولتر الأخصائى فى علم النوم والعلوم العصبية، إلى أن الدماغ يتفاعل عاطفياً مع الحالات التى يمر بها الإنسان ويعود إليه تقرير الذكريات التى يجب الاحتفاظ بها أو نسيانها وطى صفحتها بالكامل.
وأوضح وولتر أن الحرمان من النوم يؤثر بشكل سلبى على القدرة على التركيز والتعلم وحتى مستوى الذكاء، مشيراً إلى أن الدماغ المجهد قد يفشل فى تخزين بعض الذكريات الخاصة أو الأمور التى تهم الإنسان، والتى قد يفقدها إلى الأبد.
ويؤثر الحرمان من النوم على الوظائف البدنية والعقلية للإنسان ويؤثر فى مستوى الهرمونات ويحدث تشوشاً فى نظام حياته وقد تكون له نتائج سلبية.
كما أكدت دراسات أجرتها مجموعة من علماء أبحاث النوم في الولايات المتحدة أن قلة النوم تسبب البدانة والغباء والمرض، بل وتؤدي إلى انخفاض متوسطات الأعمار أيضاً.
وانتقد يورجن تسولي الخبير من "مركز أبحاث النوم" في مدينة ريجنزبرج الألمانية، تقليل الألمان من أهمية النوم الصحي والسليم، مشيراً إلى تأثر الذاكرة بقلة النوم من خلال التجارب التي أجريت على بعض الأفراد والتى أثبتت أن النوم القليل مرتبط بالنسيان السريع.
وأضاف الخبير أن هورمون "لابتين" المسؤول عن خمد الشهية أثناء النوم يجعل الجسم يتحمل الجوع والعطش خلال الليل فيما يتحرك هورمون "جرلين" المسؤول عن تنشيط الشهية في حال انقطاع النوم، مما يؤدي بسهولة للبدانة.
وأفادت الدراسات الطبية الحديثة بأن الأشخاص الأقل نوماً معرضون للإصابة بمرض السمنة ولاحقاً بمرض السكري.
وأشار باحثون من جامعة بريستول، إلي أن الجسم الذي لا يأخذ حقه من النوم يواجه ثلاث مشكلات:
أولاً: انخفاض نسبة هرمون "اللبتين" في الدم، وهذا الهرمون يزيد من صرف الجسم للطاقة، وبالتالي يعمل بأقصى درجات ترشيد استهلاك الطاقة، ويخزن أكثرية الطاقة في صورة طبقات دهنية عادة بدلاً من صرفها.
ثانياً: ارتفاع نسبة هرمون "الجريلين" في الدم وهذا الهرمون هو بمنزلة فاتح شهية لأنه يعزز من شعور الإنسان بالجوع.
ثالثاً: انخفاض درجة حساسية أنسجة الجسم إزاء "الانسولين" الأمر الذي يمكن أن يسبب الإصابة بمرض السكر.
وأشار كارل شونكا مدير قسم الأمراض العصبية بمستشفى براغ الجامعي العام في العاصمة التشيكية، إلى أن قلة النوم تحجم من نوعية حياة الإنسان وتزيد من احتمالات الإصابة بأمراض محددة وبالأخص الاكتئاب النفسي وحالات الضيق النفسي، كما أنه يضعف نظام مناعة الجسم.
نظام يحميك من السمنة
وللتغلب على هذه المشكلة يجب اتباع نظام الصحة في التمثيل الغذائي أو ما يعرف بنظام تدوير الغذاء، أو ما يعرف أحياناً بنظام الغذاء الدوري ويعتمد هذا النظام علي عدة العوامل منها، إدخال نوعيات من الغذاء لكل يوم على حدة ولا تكرر خلال وجبات الإفطار- الغداء- العشاء بين الوجبات إلا بشكل بسيط مثل تكرار الخضروات الطازجة "السلطات".
كذلك عدم تناول النشويات وخاصةً نفس النوع إلا بعد مرور ما يقرب من ثلاثة إلى أربعة أيام وعلى ألا تكرر أيضاً في اليوم نفسه، بالإضافة لاختيار نوعيات من كل من البروتين الحيواني والبروتين النباتي وتوزع على مدار ستة أيام في الأسبوع ويسمح بتكرارها فقط في وجبتي الغداء والعشاء يوم واحد.
وباتباع هذه التعليمات يمكن القول بأن الجسم يتعرض يومياً لنظام غذائي جديد وبشكل يفاجئ الجسم فيتعرض التمثيل الغذائي لتغيرات فجائية وبالتالي تكون سرعة الاستجابة مفيدة جداً في عمليات حرق الدهون المستمرة.
لأن الغذاء مهما كانت نوعياته فمعدل الحرق لا يزال عالياً وذلك بإتباع النظام الغذائي الدوري ويحمل هذا النظام فوائد أخرى غير حرق الدهون فهو يعمل على إزالة المواد المؤكسدة في الجسم بشكل يومي ويمنع تراكم المزيد منها على أساس أن معدل التمثيل الغذائي إذا استمر بشكل ثابت فإن جميع وظائف الجسم الحيوية مثل الكبد والكلى تبقى في حالة وظيفية وصحية مرتفعة.
وتبدو أحد أهم أسباب السمنة هو تناول الطعام الخطأ في المواعيد الخطأ وذلك على مدار اليوم أو الأسبوع إذ ان مجرد إعادة ترتيب نوعيات الغذاء وإعادة تدويرها على مدار اليوم والأسبوع تتيح للجسم فرصة كبيرة لتشغيل ماكينة الحرق الذاتية وبشكل منتظم مما يساعد على التخلص من الدهون أولاً بأول.
فاّذا كان الغذاء هو المتهم الرئيس في إحداث السمنة فإن الغذاء أيضاً هو العامل الرئيس في تخليصك من السمنة والوزن الزائد ولكن بشرط استخدامه تحت شروط صحية ومناسبة للجسم